مشكلة كبيرة اني انا...
ست –مصرية –مواليد
التمانينات- ارثوذكسية متدينة
والمشكلة تبقي في قمة التعقيد لما الاربع صفات يتجمعوا مع بعض.... اصل كل
واحدة من دول مش مشكلة لما تكون لوحدها....لكن لما تتفاعل مع الصفة اللي بعدها
ينتج مستحضر كيميائي خطير.....
يعني مفيش مشكلة اني ابقي ست......لكن لما ابقي ست مصرية دي مشكلة
كبيرة....
ست مصرية متعنيش فقط ان "النوع: انثي والجنسية: مصرية"....
لااااااا
"ست مصرية" كلمة وراها معاني وافكاااار كتييير
"ست مصرية" بتتعكس –في دماغ اغلب المصريين- انها كائن من الدرجة
التانية....بالبلدي، "فرز تاني" ...معيوبة... مش فرز اول زي
الرجل....فهي، بالتالي، ارخص شوية في السعر وفي القيمة ... وبالتالي، غير مؤهلة
لتحمل مسئوليات زي الرجل...
ومن كتر ما الفكرة عششت في دماغهم، اقحموا الله في الموضوع ولفقوا له تهمة
ان هو اللي قال كده وقصد كده لما خلق حوا بعد ومن ادم
ومع ان دماغهم معشش فيها الافكار دي، تلاقي السنتهم بتقول "الست
المصرية حرة...الست زي الرجل" وشوية شعارات خايبة لا تعكس سوي ازدواجية
ونفاق....
تمشي الست المصرية "الحرة" في الشارع المصري "بس"
...كأنها اثر فرعوني نادر.... اغلب الشارع بيبص عليها....بغض النظر
تخينة ولا رفيعة...طويلة ولا قصيرة.... لابسة ضيق ولا واسع... بشعر ولا
محجبة...
حتي الستات العواجيز مسلموش..... برضه بيبصوا عليهم....ميمنعش برضه، اهه
يتفرجوا علي بعض الملامح الانثوية المتهدلة...
وتنقسم ردود فعل المشاهدين لاسطورة المرأة المصرية لثلاثة
الاول: المشاهد الصامت، الواحد من دول يتفرج ويلقط بعينه اللي يلحق يلقطه
وميعلقش...تلاقي عينه بتجري ورا الست وتسكانها (scan) من
فوق لتحت بس في ادب، ميتكلمش
التاني: المشاهد المتدين: زي اللي قبله بالظبط....بس الفرق انه بعد ما
اتفرج يفضل يتمتم شعوذة غريبة وكلام غير مفهوم
...تقريبا بيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم...اللي هو الست!!!!
التالت: المشاهد الصريح، ده بعد ما
بيخلص فرجة بيعبر عن انطباعه عن جسم الست ورأيه فيها بكل صراحة
وقباحة...مستخدم كلمات مرنة وحيوية وغالبا مشتقة من الاجهزة التناسلية..الفاظ
متلاقيهاش في اي لغة تانيه.... مما يعطي لسفالته لون نادر...
والست المصرية –برغم انها درجة تانية- بس لازم تتمتع بخاصية
"اللهلوبة"...يعني لازم تشتغل عشان تثبت لنفسها قدام نفسها انها مش درجة
تانية، وعشان تضمن استمرار امتياز شعار "الست زي الرجل"
برغم ان كلنا –ستات ورجالة- عارفين انه شعار كداب...مش بيعكس حقيقة
افكارنا...
ومع الشغل لابد من اتمام شغل البيت....
والاولاد ...تربيتهم ومذاكرتهم ونضافتهم...
وهي نفسها....تهتم بنفسها ومظهرها وضحتها النفسية عشان متطلعش جنونتها
علينا....
كده تبقي ست مصرية حرة "لهلوبة"
اما عن الصفة التالته : مواليد التمانينات.....
فدول بيتمتعوا بمميزات محدش غيرهم اتمتع بيها....لا اللي قبلهم ولا اللي
بعدهم....
فالست المصرية مواليد التمانينات..بتواجه صراع مختلف....هي حلقة وصل بين
الجيل اللي قبلها والجيل الللي بعدها.... وده صراع رهيب....هي بتصارع ضد افكار الجيل السابق، الجيل اللي شعاره
"اللي تعرفه اجسن من اللي متعرفوش"، الجيل اللي كان راكع لرئيس فاسد
وبيغنيله لمجرد انه خايف من الرئيس اللي بعده اللي ميعرفوش..
وفي نفس الوقت اللي الست مواليد التمانينات بصارع ضد جيل سابق، هي بتجري
عشان تلحق الجيل الجديد اللي بيتمتع بحرية ....وفي وسط التمزق ده بين الجيلين، هي
بتصارع ضد افكارها الشخصية المتعتقة جواها من تربيتها علي ايد الجيل القديم...
هي جواها الفئتين، المؤيدين اللي بيدافعوا عن الاستقرار والمعارضين اللي
بيدافعوا عن الحرية
اما عن الصفة الرابعة: ارثوذكسية متدينة....
فدي بأه مصيبة كبيرة....
لان دي بتعزز من فئة المؤيدين المدافعين عن الاستقرار بشكل ديني...
بتقلل من قيمة الست بطريقة خبيثة غير مباشرة في صورة طقوس دينية وبكلمات دينية كتابية
تكبت اي محاولة للهروب والاعلاء بالقيمة.....
لازم البنت تغطي راسها في الكنيسة....وتلبس محترم، وطبعا محترم دي كلمة
واسعة تختلف مقاييسها من كاهن لاخر...
للاسف ان الكنيسة بممارستها
الدينية السطحية ، بتلعب دور كبير في زيادة طبقات العزل بين الانسان وبين ذاته
الحقيقية، وبالتالي بينه وبين الله....... وبتعيش الانسان في كذبة ان ذاته هي صوت
الشيطان، وما علي الانسان الا ان يخنق صوت اعماقه، فييزود الانسان طبقات العزل
بنفسه....ليصبح هو القاتل والمقتول في نفس الوقت..
وتصبح الست، المصرية، الارثوذكسية،
مواليد التمانينات ..... يا اما ضعيفة هزيلة مش باين لها معالم واضحة ولا طعم
...ممزقة بين ارضاء وطاعة اوامر كل اللي معاهم ريموت كنترول حياتها ..المجتمع
والكنيسة واهلها
او انها تصارع ضد كل دوووول .....وتعيش حالة من الصراع النفسي بين افكارها القديمة
وبين الحرية اللي بتتمناها... وتتحمل لعنات ورزالات كل اللي حواليها
وتتحمل الالقاب اللي من المحتمل يطلقوها عليها "ست مش محترمة، بعيدة
عن ربنا، مجنونة، ...الخ"